أنموذج : النجمة الحاسوبية في بناء شخصية الإنسان وتحديد حقوقه التكوينية
بسم الله الرحمن الرحيم
أن الحمد لله على نعمائه التي لا تحصى ٬ حمد الشاكرين ٬ وصلي اللهم وسلم على رسوله الهادي
الأمين ٬ وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بنهجهم القويم ٬ إلى يوم الدين .. أما بعد:
فإن هذه المقالة هي عبارة عن تلخيص وإيجاز لتحديد المكونات البنائية الأساسية لشخصية الإنسان ٬
وكذلك تحديد حقوق الإنسان التكوينية ٬ وقد جاءت على أساس بعض الاستنتاجات التي تبلورت لدي من
خلال عدد من البحوث التي قمت بإعدادها حول الواقع والوعي الاجتماعي ٬ وذلك في إطار من النظرة
الشمولية التكاملية التي تستند على المماثلة المنهجية التحليلية ؛ ما بين مكونات جهاز الحاسوب ومكونات
الواقع الاجتماعي(*) ؛ بما ينطوي عليه من ذوات اجتماعية وأنماط شخصية ٬ تتجسدكل منها في حالة معينة
من تجليات الوعي الخاص ٬ ضمن نسق الوعي الاجتماعي العام ٬ والذي وعاءه وحامله هو شخص الإنسان
٬ على أي مستوى من مستويات الواقع الاجتماعي موضع النظر والبحث ٬ الذي يتمحور أيضا حول البعد
الشخصي ٬ متمثلا في حالة(ذات اجتماعية) من حالات الوعي السائد في أي مجتمع من ا تمعات
الإنسانية .
أولا: مكونات بناء شخصية الإنسان .
الأمين ٬ وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بنهجهم القويم ٬ إلى يوم الدين .. أما بعد:
فإن هذه المقالة هي عبارة عن تلخيص وإيجاز لتحديد المكونات البنائية الأساسية لشخصية الإنسان ٬
وكذلك تحديد حقوق الإنسان التكوينية ٬ وقد جاءت على أساس بعض الاستنتاجات التي تبلورت لدي من
خلال عدد من البحوث التي قمت بإعدادها حول الواقع والوعي الاجتماعي ٬ وذلك في إطار من النظرة
الشمولية التكاملية التي تستند على المماثلة المنهجية التحليلية ؛ ما بين مكونات جهاز الحاسوب ومكونات
الواقع الاجتماعي(*) ؛ بما ينطوي عليه من ذوات اجتماعية وأنماط شخصية ٬ تتجسدكل منها في حالة معينة
من تجليات الوعي الخاص ٬ ضمن نسق الوعي الاجتماعي العام ٬ والذي وعاءه وحامله هو شخص الإنسان
٬ على أي مستوى من مستويات الواقع الاجتماعي موضع النظر والبحث ٬ الذي يتمحور أيضا حول البعد
الشخصي ٬ متمثلا في حالة(ذات اجتماعية) من حالات الوعي السائد في أي مجتمع من ا تمعات
الإنسانية .
أولا: مكونات بناء شخصية الإنسان .
توجد هنالك العديد من الدراسات والبحوث ٬ حول مسالة بناء الشخصيةكنتيجة لعملية التطبيع ٬
من خلال مؤسسات التنشئة الاجتماعية ووسائطها المختلفة ٬ ونجدها قد عالجت ذلك من منظورات
واتجاهات ومداخل ومجالات متعددة ومتباينة ٬ منها مثلا ما ينطلق على أساس أن الإنسان عبارة عن مادة
الجسد والروح ٬ وأخرى تضيف العقل ٬ وأحينا يأتي العقل بدل الروح في دراسات أخرى ٬ بينما بعض
الدراسات لاسيما ذات الاتجاه الشيوعي نجدها تجعل العقل ضمن المادة ولا جانب روحي في الإنسان كما
ترى ٬ وهنالك دراسات تخصصية تركز في الغالب على مجالها التخصصي ٬ مما أفقدها التكامل المأمول ٬ وأهمها دراسات في علم الاجتماع وتركز على الظواهر الاجتماعية العامة ٬ دونما اهتمام يذكر بتحليل بناء الشخصية ٬ عندما يتناولو ا في إطار الحديث عن الثقافة وعن مؤسسات التنشئة ووسائطها في الواقع الاجتماعي ٬ بينما تركز الدراسات النفسية على الجانب الفردي ٬ وفي علم النفس الاجتماعي لا تولي الجانب الاجتماعي اهتماما كافيا ٬ وهكذا في مجال التربية وهي الأساس ٬ حيث نجد التركيز على العملية التربوية التعليمية ذا ا ٬ وقل ما نجدها تحاول التعرف على ماد ا ومحور عملها ؛ والذي يعكس بالتالي مدى نجاحها ٬ ألا وهو فهم الإنسان ٬ مثل ذلك الدراسات الإعلامية التي تم أساسا بكيفية إيصال الرسالة الإعلامية وقياس الرأي العام ॥وما إلى ذلك ؛ دونما تولي مفردة مجالها البشري اهتماما يذكر ॥ومثلها نجد أغلب الدراسات في العديد من ا الات الإنسانية .
من خلال مؤسسات التنشئة الاجتماعية ووسائطها المختلفة ٬ ونجدها قد عالجت ذلك من منظورات
واتجاهات ومداخل ومجالات متعددة ومتباينة ٬ منها مثلا ما ينطلق على أساس أن الإنسان عبارة عن مادة
الجسد والروح ٬ وأخرى تضيف العقل ٬ وأحينا يأتي العقل بدل الروح في دراسات أخرى ٬ بينما بعض
الدراسات لاسيما ذات الاتجاه الشيوعي نجدها تجعل العقل ضمن المادة ولا جانب روحي في الإنسان كما
ترى ٬ وهنالك دراسات تخصصية تركز في الغالب على مجالها التخصصي ٬ مما أفقدها التكامل المأمول ٬ وأهمها دراسات في علم الاجتماع وتركز على الظواهر الاجتماعية العامة ٬ دونما اهتمام يذكر بتحليل بناء الشخصية ٬ عندما يتناولو ا في إطار الحديث عن الثقافة وعن مؤسسات التنشئة ووسائطها في الواقع الاجتماعي ٬ بينما تركز الدراسات النفسية على الجانب الفردي ٬ وفي علم النفس الاجتماعي لا تولي الجانب الاجتماعي اهتماما كافيا ٬ وهكذا في مجال التربية وهي الأساس ٬ حيث نجد التركيز على العملية التربوية التعليمية ذا ا ٬ وقل ما نجدها تحاول التعرف على ماد ا ومحور عملها ؛ والذي يعكس بالتالي مدى نجاحها ٬ ألا وهو فهم الإنسان ٬ مثل ذلك الدراسات الإعلامية التي تم أساسا بكيفية إيصال الرسالة الإعلامية وقياس الرأي العام ॥وما إلى ذلك ؛ دونما تولي مفردة مجالها البشري اهتماما يذكر ॥ومثلها نجد أغلب الدراسات في العديد من ا الات الإنسانية .
وهكذا فقد جاء بناء شخصية الإنسان هنا على أساس أنه : عبارة عن مكون بنائي تفاعلي وتكاملي وأنه
مقارب إلى حد بعيد لتكوين جهاز الحاسوب ٬ حيثكل منهما عبارة عن بناء مؤلف من خمسة أنساق
تكوينية أساسية ٬ ويمكن توضيح هذا التصور المقارب ٬ برسم نجمة خماسية وبداخلها نجمة أخرى ، وتتحدد هذه المكونات الخمس وفقا لهذه المقاربة الحاسوبية للشخصية كالتالي :
مكونات الحاسوب == ******** == مكونات شخصية الإنسان
مكون المواد الصلبة ======********===== المكون المادي(الجسم واحتياجاته المادية)
مكون الطاقة الإلكترونية ======********===== لمكون الروحي(الإيمان)
مكون البرمجة الأساسية ======********===== المكون العقلي(الوعي)
مكون البرمجة التشغيلية ======********===== المكون الوجداني(الانفعال العاطفي)
مكون الأداء الناتج ======********===== المكون التفاعلي(الاجتماعي)
ثانيا: تحديد الحقوق التكوينية للإنسان .
كما يبدو من الشكل والجدول أعلاه نجد هنالك خمس مكونات أساسية في بناء الشخصية بالنسبة
لكل إنسان ٬ وأن القصور الذي يصيب أي مكون منها ينعكس على الشخصية كلها وبالتالي على الذات
الاجتماعية التي تنتمي إليها وبالمحصلة على واقعها الاجتماعي بجملته ٬ وهكذا فهنالك العديد من الحقوق
التكوينية الأساسية المتناغمة ٬ والتي بالضرورة يجب تحقيقها حفاظا على كرامة بني آدم ٬ كما كرمهم الله
وميزهم بما أودعه في تكوينهم الفطري ٬ وذلك ينعكس إيجابيا على واقعهم حيث النزوع به نحو الإصلاح
والتوازن والتكامل والمزيد من التكيف والانسجام والإنتاجية ... الخ ؛ وتأتي هذه الحقوق وفقا لذات المكونات
الموضحة ٬كما يلي :
1 - حق تغذية ورعاية المكون المادي ٬ ويستند على أساس تكريم مادة الإنسان(الجسد) يصونها ورعايتها من النطفة وحتى اللحد ٬ مع اعتبار مبدأ تحقيق كل ما هو ممكن من الاحتياجات الضرورية اللازمة لبقائه واستمراره بل وحتى لرفاهيته لو كان ممكنا .
2 - حق تغذية ورعاية المكون الروحي ٬ ويستند على أساس فطرية المعتقد المقدس لدى الإنسان ٬ فلكل
إنسان الحق فيكل ما يعزز ذلك في ذاتيته .- 3 حق تغذية ورعاية المكون العقلي ٬ فلكل إنسان الحق في الحصول على مختلف المعارف والمهارات الحياتية
اللازمة لتدعيم مكون الوعي لديه ।
३- حق تغذية ورعاية المكون العقلي ٬ فلكل إنسان الحق في الحصول على مختلف المعارف والمهارات الحياتية اللازمة لتدعيم مكون الوعي لديه .
4 - حق تغذية ورعاية المكون الوجداني ٬ فلكل إنسان الحق في كل ما من شأنه تحفيز المشاعر العاطفية
والميول والاهتمامات الإيجابية وتحييد السلبية ٬ فهو بحاجة إلى الترويح و بواعث الفرح والسرور والمرح
والانطلاق ٬ وكذلك الإحساس بالحب والرعاية والعدالة والأمان ٬ والحرية ٬ والكرامة ٬ والشعور بالمسئولية
والنجاح ٬ وما إلى ذلك من اعتبارات الذات الشخصية المنسجمة مع واقعها ٬ بعيدا عن مظاهر الأنانية
والاغتراب والإحباط والانعزالية والتطرف ॥الخ
4 - حق تغذية ورعاية المكون الوجداني ٬ فلكل إنسان الحق في كل ما من شأنه تحفيز المشاعر العاطفية
والميول والاهتمامات الإيجابية وتحييد السلبية ٬ فهو بحاجة إلى الترويح و بواعث الفرح والسرور والمرح
والانطلاق ٬ وكذلك الإحساس بالحب والرعاية والعدالة والأمان ٬ والحرية ٬ والكرامة ٬ والشعور بالمسئولية
والنجاح ٬ وما إلى ذلك من اعتبارات الذات الشخصية المنسجمة مع واقعها ٬ بعيدا عن مظاهر الأنانية
والاغتراب والإحباط والانعزالية والتطرف ॥الخ
5 -حق تغذية ورعاية المكون الاجتماعي ٬ فكل إنسان كما قال ابن خلدون هو "اجتماعي بطبعه" كونه
عضو في جماعة ٬ حيث يفترض أنه يولد من أبوين شرعيين وغالبا له أقارب من أخوة وأعمام وأخوال ٬ ثم
شريك زوج وأبناء وأحفاد ٬ ضمن جماعة قرابية سكانية أو مكانية ٬ وهو يشترك مع من حوله في شبكة
العواطف وفي فرص المعاش وفي الأوضاع والمكانات ٬ وفي اللغة ٬ والمعتقد ٬ والعادات والتقاليد والقيم
والمعارف والخبرات والاهتمامات والاتجاهات والميول والآمال والآلام والتفاعلات المختلفة ٬ وغالبا ما
تضمهم دولة معينة ينتمون إليها ويحملون هويتها الفعلية أو الاعتبارية .
ومن هنا فإنه يمكن القول : بان لكل شخص الحق بالحصول علىكل تلك المقومات اللازمة لتعزيزكل
من هذه المكونات البنائية الأساسية ٬ في تكامل بناء شخصيته ٬ على أن تكون متوازنة فلا يطغى مكون على
آخر ٬ وذلك نحو تحقيق درجة أعلى من التساند المتكامل فيما بينها ٬ بحيث يتحقق مستوى أعلى من
التكيف الاجتماعي بالنسبة لكل إنسان ضمن واقعه الاجتماعي ٬ ليعم بذلك الأمن والرخاء والسلم الأهلي
والقوة والتنمية والتقدم ...الخ .
ولهذا نجد اهتماما مؤكدا لدى كل الشرائع السماوية لاسيما شريعة الإسلام الذي يحفظ للإنسان عددا من الضروريات ٬ كما نجد اهتمام ومتابعة منظمات وجمعيات رعاية حقوق الإنسان ٬ وأيضا بعض الدول وخاصة المتقدمة التي توفر لمواطنيها عيشا كريما ٬ ومن ذلك الحد من تبعات البطالة ٬ كصرف مخصصات شهرية للعاطلين ٬ وبعضها يصرف مخصصات لأفرادكل الأسر في الدولة حتى بالنسبة لغير العاطلين منهم ٬ بالإضافة إلى توفير المسكن ٬ ومجانية التعليم والعلاج ورعاية حقوق المستضعفين والمغلوبين على أمرهم ٬ لاسيما الأطفال والنساء والمعاقين والعمال الأجانب من ذوي المهن الدنيا ٬ وكذلك السجناء ..الخ .
وفي الختام فإنني أرجو أن أكون قد قدمت ما يمكن الاستفادة منه وتوظيفه نظريا وعمليا ..
هذا ٬ والله أعلم ٬ وهو الهادي سبحانه سبل الرشاد والفلاح في .
كتبه / د।شائم بن لافي الهمزاني
علم الاجتماع
جامعة الإمام محمد بن سعود
الرياض
ج 0 50 1 81 4486
shaham 4@ gm ail.co m إميل
(*) سبق طرح منظور الواقع الحاسوبي على هذا الرابط
h p :/ / alham azan i1 .b lo gs p o t .co m /20 0 9/ 0 9/ b lo g-p o s t .ht m l
هناك تعليق واحد:
يعطيك العافيه
إرسال تعليق