الاثنين، 4 أغسطس 2014

(صنم الفلس) اكتشاف خطير إذ يعيد كتابة تاريخ المنطقة ويحدد هوية فلسطين الطائية




بسم الله الرحمن الرحيم 

ربما قد اكتشفت ولأول مرة بأن صنم قبيلة طيء في الجاهلية (الفلس) لا يزال قائما ، وإليكم التوضيح بالصور !!

لقد كنت أعرف كحال الكثيرين بأنه كان لقبيلة طيء صنما اسمه الفَلْس ، وبحسب لهجتنا ننطقه (الفَلَس) بفتح الفاء واللام ، ومن الدارج بيننا قولهم : والفَلَس مرادف لقولهم : والخَيبة ، وهي لذم الشيء الردئ ، أي ما هو مدعاة للإفلاس ، ونعرف بأن غالبية طيء تعتنق النصرانية وقليل منهم وثنيون ،  فكما يتضح من أسمائهم الكثير عبد الله يليه عبد رضا وجذيمة ثم اللات والعزى والقليل في مناة ،  أما صنمهم فقد كان صوريا لا يهتم بشأنه إلا سدنته ، ولم أكن أعرف عنه غير ما ذكرت ، ولا أعرف عن هيئته ، وكنت أظنه مصنوعا من طين ونحوه وبأنه حُطم وانتهى أمره ، ولم يعد له وجودا ، هذا مع أنني عشت عمري في بلاد الجبلين ..
وقد حدث قبل عشر سنوات تقريبا ، عندما استشهد الشيخ أحمد ياسين رحمه الله أن شاع بين أهالي جبال شمر أنه وجد صدفة رأس جبيل بطرف أجا على هيئة الشهيد،  وقد نشرت عنه إحدى الصحف المحلية ، وأطلقوا عليه (أبو الهول شمر) فهو مثل أبي الهول بجوار الأهرامات ، وذكر أن الذي اكتشفه هو المواطن عبد الله الحسن الكغيل ، وكان صديقا وفيا منذ المراهقة فاتصلت عليه وسألته فأكد لي ذلك وبعث إلي بصور له فوجدته كما قالوا : على هيئة وجه رجل يشبه كثيرا الشيخ ياسين ويبدو فيه آثار التشويه في الأنف والعيون ، وانتهى الأمر هكذا .. 

وفي هذه الآونة وخلال قيامي ببحث متعمق عن قبيلة طيء فقد وجدت في معجم البلدان ، ما يلي  نصه :
الفُلْس : بضم أوله ، ويجوز أن يكون جمع فلس قياسا مثل سَقْف وسُقُف ،  إلا أنه لم يسمع ، فهو علم مرتجل لاسم صَنَمٍ هكذا وجدناه مضبوطا في الجمهرة عن ابن الكلبي فيما رواه السكري عن ابن حبيب عنه ووجدناه في كتاب الأصنام بخط ابن الجواليقي الذي نقله من خط ابن الفرات وأسنده إلى الكلبي (فَلْس) بفتح الفاء وسكون اللام قال ابن حبيب الفلس اسم صنم كان بنجد تعبده طيء وكان قريبا من (فَيْد) وكان سدنته بني بولان من طيء ، وقيل : الفلس أنف جبل أحمر في وسط أجإ ، وأجأ (جبل) أسود ،  قال ابن دريد الفلس صنم كان لطيء بعث إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا رضي الله عنه ليهدمه سنة تسع ، ومعه مائة وخمسون من الأنصار فهدمه وأصاب فيه السيوف الثلاثة مخذم ورسوب واليماني وسبى بنت حاتم وقرأت بخط أبي منصور الجواليقي في كتاب الأصنام وذكر أنه من خط أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات مسندا إلى الكلبي أبي المنذر هشام بن محمد أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلم أخبرنا أبو عبد الله المرزباني أنبأنا الحسن بن عليل العنزي أنبأنا أبو الحسن علي بن الصباح بن الفرات الكاتب قال قرأت على هشام بن محمد الكلبي في سنة 102 قال أنبأنا أبو باسل الطائي عن عمه عنترة بن الأخرس قال كان لطيء صنم يقال له الفَلْس هكذا ضبطه بفتح الفاء وسكون اللام بلفظ الفلس الذي هو واحد الفلوس الذي يتعامل به وقد ضبطناه عمن قدمنا ذكره بالضم ..
هنا الشاهد:
قال عنترة : وكان الفلس أنفا أحمر في وسط جبلهم الذي يقال له أجأ كأنه تمثال إنسان وكانوا يعبدونه ويهدون إليه ويعترون عنده عتائرهم ولا يأتيه خائف إلا أمن ولا يطرد أحد طريدة فيلجأ بها إليه إلا تركت ولم تخفر حويته وكان سدنته بني بولان وبولان هو الذي بدأ بعبادته فكان آخر من سدنه منهم رجل يقال له صيفي فاطرد ناقة خلية لامرأة من كلب من بني عليم كانت جارة لمالك ابن كلثوم الشمخي وكان شريفا فانطلق بها حتى أوقفها بفناء الفلس وخرجت جارة مالك وأخبرته بذهاب ناقتها فركب فرسا عريا وأخذ رمحا وخرج في أثره فأدركه وهو عند الفلس والناقة موقوفة عند الفلس فقال خل سبيل ناقة جارتي فقال إنها لربك قال خل سبيلها قال أتخفر إلهك فنوله الرمح وحل عقالها وانصرف بها مالك وأقبل السادن إلى الفلس ونظر إلى مالك ورفع يده وهو يشير بيده إليه ويقول يا رب إن يك مالك بن كلثوم أخفرك اليوم بناب علكوم وكنت قبل اليوم غير مغشوم يحرضه عليه وعدي بن حاتم يومئذ قد عتر عنده وجلس هو ونفر يتحدثون بما صنع مالك وفزع من ذلك عدي بن حاتم وقال انظروا ما يصيبه في يومه فمضت له أيام لم يصبه شيء فرفض عدي عبادته وعبادة الأصنام وتنصر ولم يزل متنصرا حتى جاء الله بالإسلام فأسلم فكان مالك أول من أخفره فكان السادن بعد ذلك إذا طرد طريدة أخذت منه..
فلم يزل الفلس يعبد حتى ظهرت دعوة النبي صلى الله عليه و سلم فبعث إليه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فهدمه وأخذ سيفين كان الحارث بن أبي شمر الغساني ملك غسان قلده إياهما يقال لهما مخذم ورسوب وهما اللذان ذكرهما علقمة بن عبدة فقدم بهما إلى النبي صلى الله عليه و سلم فتقلد أحدهما ثم دفعه إلى علي بن أبي طالب فهو سيفه الذي كان يتقلده ..انتهى .

هنا اعتقدت بأنني قد عرفت دونما أدنى شك بأن هذا التمثال الجبلي الطبيعي الذي اكتشف مؤخرا هو ذاته صنم طيء المسمى ب(الفلس) .
 وتوضيحا لما ورد أعلاه من أن جبل أجا أسود فهذا غير صحيح فجبل أجاء أحمر ومثله جبل سلمى ، ولكن موقع (الفلس) في نقطة التقاء سلسلة جبال أجاء الحمراء الصلبة بسلسلة جبال رمان البازلتية السمراء ، وموقعه ذو أهمية استراتيجية في وقته فهو على ملتقى الطرق التجارية من الشام واليمن والعراق وفارس ، وقد ذكر في المعجم بأنه بالقرب من فيد والحقيقة هو في أجا على خط قفار وليس على خط فيد ولكن لشهرة فيد حينها .


ولكنني وبعد أن جزمت بأن تمثالنا هو الصنم المعروف (الفلس) فقد وجدت ما ذكره ابن الكلبي المتوفي سنه 204 هـ في كتابه الشهير ( الأصنام ) 33 صنماً كان العرب قبل الأسلام يعبدونها او يقدسونها او يتبركون بها - منها صنم واحد خاص بطي وهو الفلس , وصنمين مشتركين بين طي وبعض القبائل الآخرى هما رضى ونائله .. ثم بيّن الفرق بين الصنم والوثن والنُصب وقال : الصنم هو كل تمثال له صورة انسان او حيوان ..

ثم وصف الفلس وقال :هو جبل احمر بلون الجبال القريبة منه .. تراه وكأنه رُكز ركزاً كالبرج بمعزل عن بقية الجبال .. قائم في وسط اجأ كأنه تمثال انسان .. له عينان وانف اسود واذنين ويد واحدة ووجهته الى مغيب بنات نعش .. وهو قد خُلق على هذه الصورة ولم ينحته احد .. جاءه علي بن ابي طالب بامر من النبي صلى الله عليه وسلّم ومعه سرية من المسلمين فكسّروه واخفوا معالمه .وقريبا يقول رجل من أهل المكان : لقد وقفت بنفسي على هذا الصنم - او بالاحرى ماكان يسمّى صنماً .. فوجدت آثار التكسير بادية عليه , والصخور التي نجمت عن التكسير متناثرة حوله , وقد علته الرمال الناعمة من الجنوب والشرق وسفحه من الشمال ارض متساوية صالحة للجلوس , وهو يقع شمال حيّة وبجوار جبل المشرّح من الشمال .. على يمين الداخل الى تلعة النسور ( التفيهي ) وجنوب نائلات . ومن يقف على الارض المرتفعة بين الفتخا وجبل جديد والتي يسميها الجغرافيون ( نجد اجأ ) وينظر الى الجنوب الشرقي يراه منتصباً امامه وبقية انفه الأسود واضحه .آصفه لمن يريد ان يشاهده او يقف عليه - من باب العلم بالشئ فقط - فهو الأن ليس صنم - بل معلم من معالم اجأ .. وشنخبّة صلدة من شناخيبه - وقد قال علي كرّم الله وجهه حديثاً عن مهمته الى الفلس - هو ( بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ارض طي لهدم صنمهم الفلس فاذا بي امام شنخوبة من الشناخيب الصم .)
ان من يرى الاحجار المتناثرة حول هذه ( الشنخوبة ) يدرك مدى المشقة والعنت التي لاقاها هئولاء الناس من عملية التكسير .

وهكذا ، وعلى أساس ذلك داخلني الشك بأن ما تم اكتشافه مؤخرا هو ذاته صنم الفلس ، أم سواه ؟خاصة وأنه يذكر بأن (الفلس) قد دمر تماما وأخفيت معالمه ، كما يذكر بأنه يتجه صوب مغيب بنات نعش أي شمال غرب بينما تمثالنا هذا يتجه صوب الجنوب الغربي ...
وكما جاء في معجم البلدان برواية عنترة الأخرس فإن الفلس أنفا أحمر وما حوله سُمرة وهذا الوصف ينطبق على ما اكتشف مؤخرا .. ولدى ابن الكلبي فهو شنخوب كالبرج وما حوله حمرة عدا أنف الصنم ذاته فهو أسود ؛ وهكذا فنحن أمام وصفين مختلفين للشيء ذاته ، ونظرا لكون عنترة متقدم بقرنين على من الزمان وهو من المخضرمين فإنني أرجح روايته ، أما حول ما ورد من أن علي رضي الله عنه قد هاله ما وجد وبأنه كان شنخوبا فلا تعارض فيه فالموجود حاليا يصعب تحطيمة إلا باستخدام متفجرات قوية ، مع أنه أنفا ، ذلك لضخامة ما حوله من جبال أجا العملاق . 

 وأود أن أضيف معلومة ، وهي أن هذا الصنم (الفلس) له علاقة وثيقة بالفلس النقدي ، ويحدد من استخدم العملة لأول مرة ن ويفك أسرار تسمية (فلسطين) وغير ذلك ، والتفاصيل على الرابط أدناه :


 كما أضيف فائدة أخرى وهي أن سدنة صنم الفلس والذين لهم شرف خدمة (الفناء الكهنوتي) هم الذين ابتكروا الأبجدية العربية ورسم الكتابة العربية المفصلة ثم المتصلة ، وهم من سلالة غصين (بولان) بن عمرو بن طيء ،  وهؤلاءهم كل من مرامر بن مرة وأسلم بن سدرة وعامر بن جَدَرة ، ربما جاء ذلك نظرا لموقعهم في ملتقى القوافل بين الأمم التي عاصروها مثل السريان والعبرانيين والفرس والروم واكتشافهم أهمية الكتابة وحاجتهم إليها .. وقد نقلها عرب الأنبار عنهم ثم انتشرت وعرفت هذا والله أعلم 




وتقبلوا تحياتي 
د.شائم الهمزاني 

وإليكم صور صنم طيء الفلس الذي لا يزال حيا يرزق ولكنه صار شمريا هههههه  

صور لصنم الفلس الثمودي والطائي قيل أن طيء يكسونه ثيابا !! وهو من الآثار الباقية منذ العهد الثمودي الأول في جبال شمر منطقة حائل شمال شبه الجزيرة العربية 






وهذا الأخير هوالفلس الشمري
فلقد ورثت شمر طيئا في كل شيء

ليست هناك تعليقات:

بيع شتل أثل بلدي

يوجد لدينا في حائل شتل أثل بلدي بأسعار مناسبة ومقاسات من 2 وحتى 6 متر واتساب 0564025364