الجمعة، 8 أغسطس 2008

من سيرة الشاعرة هياء بنت حبيب الشمري (الشحتوت)

الشاعرة / هياء بنت حبيب بن مفوز ؛ المولودة عام 1344 هـ شاعرة معروفة في منطقة حائل وهي من آل همزان من قبيلة شمر عاشت حياة البادية والحاضرة ؛ وكانت مرجعا لكل من عاصرها ، في رواية الشعر والقصص الهادفة والطرائف ، مجلسها لايمل ، وكان لا يتكلم أحد وهي تتكلم ؛ سواء من الرجال أو النساء ، ويأتيها المهتمون بهذه الموضوعات من كل حدب وصوب ؛ لينهلون من معينها العذب في خضم بحرها المتدفق الفياض بالشعر والحكمة والقصص والتاريخ الشعبي ، والطرائف والفكاهة البريئة ،، ولقد عاصرت كل من الشاعرة فهدة بنت عمر آل جروان وأختها الشاعرة رهية،والشاعرة ريوف بنت سطام الطاري ، والشاعرة هجاعة بنت محسن الطاري، والشاعرة جوزاء بنت رجاء المشعان ، والشاعرة هديباء بنت غانم المصارع وغيرهن ، كما حرصت على الاتصال بالشيخة المشهورة جوزاء التمياط ومجالستها حيث أخذت عنها الكثير كما روت عن سيرة هذه الشخصية النسائية الفذة الكثير والعجيب من القصص والمواقف الإنسانية ، يوجد لها عدد من الأشرطة الشعرية والمقابلات السمعية ، كما أذيعت لها الكثير من القصائد في برامج البادية ، ونشر البعض منها في الصحف ، وكذلك في عدد من الكتب ؛ كما جرى بينها وبين العديد من الشخصيات محاورات ومساجلات شعرية قيمة منهم :الشيخ إبراهيم الشويعر والشيخ عبد المحسن الهذيلي والشيخ محمد بن رشيد ، وغيرهم ،، ولكنها كصاحبتها الشيخة جوزاء التمياط من حيث أنها لم توفق في حياتها الزوجية ، فقد تزوجت مثلها بخمسة رجال ، لم تستمر حياتها معهم ، وقد عاشت حياة كلها معانات وشقاء ، توفي والديها رحمهما الله وهي طفلة وأخواتها أصغر منها ، أعتمدت على نفسها في إعالة أخواتها ، وكانت تتحاشى التكليف على الغير حتى أقرب المقربين منها ، وكانت تجيد بمهارة فائقة صناعة وحياكة كافة الحرف اليدوية النسائية ؛ المعروفة لدى كل من البدو والحضر ؛ جتى أنها قامت ببناء بيتها من الطين بنفسها ، وقد ضلت روحها صافية متدفقة متأملة متألقة ، بالعمل الجاد وحب الخير للناس والتسامح والتفاني من أجل الجميع ، حتى توفيت رحمها الله رحمةواسعة ، وعمرها يقارب السبعين عاما ؛ بعد معاناة مع مضاعفات السكر ، وذلك في يوم السبت الموافق 12/ ربيع الأول / من عام 1413هـ الموافق 9/9/1992 م ، ودفنت رحمها الله بمقبرة حي الزبارة في مدينة حائل وقد خلفت ثلاثة أبناء وثلاث بنات ؛ منهم الشاعر والأكاديمي الدكتور شائم بن لافي الهمزاني..

هياء الشحتوت .. كيف ؟؟!
(هياء الشحتوت) هكذا كان الناس يطلقون على الشاعرة / هياء الحبيب (أم محيا) و(أم ماجد) و(أم شايم) ولهذا اللقب (الشحتوت) قصة طريفة وهي أن مجموعة من أهالي قرية روضة رمان من رجال ونساء قد خرجوا على دوابهم إلى (الفلاة) بالقرب من القرية لجمع الحطب والأعشاب ويقال لهم (فلالي)، ولسوء الحظ فقد فاجأهم مجموعة من محترفي النشل والسلب (الحنشل) وقد عمد هؤلاء (الحنشل) إلى سلب دوابهم وأشيائهم ، ولكي يتمكنوا من الفرار بعيدا قبل علم أهالي القرية فقد قاموا بتوثيق أيدي وأرجل الرجال ، وحتى لايستطعن النساء متساعدهم ، وكذلك لا يستطعن الذهاب إلى القرية نهارا ، فقد طلبوا منهن خلع جميع ملابسهن وتسليمها إليهم ليصرن (عرايا) ، هنا كانت ضمن النساء فتاة خارقة الجمال ، وكذلك ذكية وشاطرة وواعية بدرجة غير عادية ، ما يطلق عليها في نجد (مزيونة وقرمة) أو (مزيونة وشقردية) غاب عن هذه الفتاة أن تطلب من الرجال إغماء عيونهم حتى تفك وثاق أحدهم ، فانطلقت كالمهرة الصفراء برشاقة وخفة من خلال بطون الأودية حتى وصلت إلى أطراف القرية فوجدت من تخاطبه لتطلب ملابس ، لتتمكن من الوصول إلى بيت أهلها وتحدثهم بما حصل ولكون البعض منهم لم يستوعب الموقف بسرعة ، كانت الفتاة تردد بأعلى صوتها (أنا جايتكم شحتوت) أي خالية الوفاض تماما حتى من ملابسي ,,
وهكذا كان أهل القرية عندما يتساءلون عن من هي التي جاءت (شحتوتا)؟؟!! فيقال هي الفتاة /
قوت بنت عمير التميمي ، هنا أطلق عليها لقب (الشحتوت) وكانت فتاة فاتنة ذكية شاطرة ومن بيت إمارة القرية والكل كان يتمنى رؤيتها فازدادت قدرا وإعجابا حتى تغزل بها العديد من فحول الشعراء ..
ومما قيل :
يا (قوت) قوت القلب شوفك يقيتـــي *** يا مرحبا عدد حصى نجد (ياقــوت)
يا (قوت) لـقْلوب النشاما خــذيتـي *** وأودعْتي العقّـيل سايـح وسفلــوت

وقد تزوجت (قوت العمير) بأكثر من رجل وأنجبت أبناء وبنات وأحفاد ، ولشهرتها بلقب
الشحتوت صار هذا اللقب يتوارث بين نسلها فنجد العديد ممن يطلق عليهم لقب (الشحتوت) رجال ونساء ،خاصة من يتحلون بشيء من أوصافها ومن بينهم حفيدتها الشاعرة / هياء الحبيب التي كانت شحتوتا بامتياز .فأمها هي : هلة بن بن شعيفان التريباني تكون بنت تلك الشحتوت المشهورة قوت العمير ، أما جدتها أم والدها جبيب بن مفوز فهي الشاعرة / طريفة بنت الشاعر المعروف / عبد الله بن جعيلان الهمزاني ، رحمهم الله جميعا

من شعرها الوطني ؛؛ قصيدة : ديرة هلي

لا وابـعــيــنــي ، صبْــــح وإلا عشـيَّـــه
ما أنسـى ؛ غرامي في ربيعـي والإمـــــحـال
بـ(صْهوة أجا) أقــــدم جميـــــع الجْويَّــه
مدْهـــال ؛ أهلْــنا يا هلــــي سَلْوة البال
(سْرَيْحَـة دخِيْل) بـ(جو) قبل (الصْــــهَــيَّة)
بالسَّوح ، في حد (النَّخـل) دون (الأقبـــال)
من قبل (هدباء) وقبل غَـــرس (الزويَّــــه)
ياما ؛ بها لأهــــل النواميــــس مدهــال
منزالهـــا ، بالصيــف عند (الـــقْـرَيَّـه)
والسيــل ، تَـــوّه من شخانـيـــبـهـا سـال
مع طــاري (المقْـــــطــان) يطــري علــيَّه
في عمـــري ، أحلــى ما نـــزلنـاه منـزال
شمال (حِـجِّـــيَّـة) بوســـط (الشّـــــغـيَّــة)
في غيرها (المــقطــان) ما هو لنا (فــال)
قطينهـــا ، بيــن أجْــــودي وأجْــوديــه
(عرب رخيّـة) وأكبـــر الربـــع (جفَّــــال)
أهل الفــراســة والعـــطـاء والحــمـيَّــه
والكل ، منهــم عــــارب العــــم والخـال
ما أنســاه ذكراهـــــم بـ(عــيـد الضحيـة)
من عند (حجيَّـــة) لها (الهجــن) زرفــــال
وخيولهم ؛ ما بيــن (شُـــوطٍ) و(حـــيَّــــه)
يشرب ؛ بها (الــفــــارس) من البــن فنجال
يا بعــد ؛ كل النـــــاس ميْــتَه وحــيَّـــه
(سلايل الشايب) عديــميـــن الأشـــــــكــال
(أهـــل الْـــكسابــــــة) بالكفـوف النديَّه
(هْمــزان) يا عدوا كريمــــيــن الأسبــــال
(حصون الجبـل) عن كــــل راعــــي أذيَّــــه
يشهد ؛ لهم جـــزْل الفَـــــعايـــل بالأمثال
في رأس ؛ عيطـــــا عن عمــــوم الــرّديَّــه
ما كلمـــةٍ ، فيهـم من الـــذم ، تنــقـــال
أفعالهـــم ، وضْــــح النّـــقـــا أبرحـيَّــه
لعيون ؛ من تلـبـــس خصـــورٍ وخـــلخــــال
(روس آل بعيِّــر) ما تــلافـــوا (نـــــزيَّــه)
(أحفاد عيســى) من قديـــمـــات الأجــــيـال
وديارهم عن ســـاس ما هـي (عَــطـــيـَّــــه)
ولا بهــــا ؛ شــــيءٍ شريــــــنـــاه بالمــــال
من (جــو) ليـن (غْـــرور) حد (الغَـبــيَّـــة)
على (سميراء) و(خـــشــم سلمى) بلا جـــــدال
في ناصفـــــة ؛ (سلمـــى وأجــا) بـ(الثِّـنــيـة)
أشوفهـــا ؛ في خاطـري ما لــهــا أمــــــــثــــال
(ديــرة جـــدودي) (نــــخـــوة الأسلـــميــــه)
شَــلْــــقٍ ؛ لهـــــم ولا دفعنا بهـــــا ؛ ريــال
حامينــهـــــــا ؛ بأيــــام يابـــــس شْــفِـيَّـــه
يا ما ؛ لهـــــم فيـــــهـــا مقــــــامٍ ومـــرحــال
ويا ما ؛ بهـــا وردوا حيــــاض المنــيَّــــه
من دونهــــا ؛ والله يا ما راحــــوا (رْجّـــال)
من عصـر (ابــن بقَّــار) فـوق (العْــبـــيــه)
(زيزوم شمــــر) يوم لقـــــــوات الأبـــطال
أيــام ؛ عِـــــــــز (العــــزوة الشمـــــــــريـه)
و(كريم سبـلا) (الشيــخ) في زامي الـــجـــال
قبل تـضـــيْـــــع البَــــــيِّـــنــــة بالخَـــــفـيّـه
يوم إنهــا صـــارت على الـــروس الأذيــــال
واللـــه ؛ هــــو العــلَّام في كــــــــل نيَّـــــه
سبحان ؛ من يعلــــــم خــفيـــات الأحـــوال

هناك تعليق واحد:

متمردة .. Rebellious يقول...

لأول مرة أسمع عن هذه الشاعرة


وأشكر القدر الذي أخذ بيدي إلى مدونتك


لأنهل منها كل هذا الإبداع



موفق يا رب


مودتي



متمردة ،، Rebellious

بيع شتل أثل بلدي

يوجد لدينا في حائل شتل أثل بلدي بأسعار مناسبة ومقاسات من 2 وحتى 6 متر واتساب 0564025364