نشأة بلدة قفار
كانت فيها بعض الآبار التي تعود لشمر وخاصة لـ آل بقار وفي العراق يقال لهم آل بكار وهم شيوخ وحكام منطقة جبال طئ أو عالية نجد في ذلك الوقت ، وقد سميت في عهدهم المنطقة جبال شمر ، وأكبر مركز لهم هو بلدة قفار ، وكان هؤلاء لا يستقرون بشكل دائم تبعا لمصلحة مواشيهم ، بينما يضل بعض الحضر الذين يعملون بالزراعة أو الحرف اليدوية أو بالتجارة .. وكان المزارعين نوعين الأول: عندما يكون الشخص من القبيلة نفسها وهذا يمتلك بنظام الإحياء الشرعي أو بالشراء ، الثاني : عندما يكون الشخص من قبيلة أخرى وهذا يعامل بنظام القدمة أي المزارعة أو المغارسة بحيث أن المزارع لا يملك الأرض ولا البئر ؛ بينما يقوم بالاستفادة من زراعة الآبار واستثمارها مقابل نسبة معينة من الإنتاج ، تدفع عند الموسم لملاك الأرض الممثلين بشيخ القبيلة وكان ابن بقار، وقد قام شيوخ آل بقار ببناء عدد من القصور على شكل قلاع حصينة في قفار للاستقرار بها وقت الموسم ، مع أن لهم قصور وقلاع كثيرة في المنطقة ، وكان من أقدم المعروفين منهم الشيخ عجيان بن بقار الذي يلقب بخيال الصفرا وهو زيزوم شمر في معركة عصفر الشهيرة التي حدثت عام 1432م . ومع الزمن أخذ هؤلاء الحضر بالتوسع والتزايد ، خاصة بعد استيطان من قدموا إلى المنطقة من بني تميم في قفار وذلك مع بداية القرن الثاني عشر الهجري ، ومن ثم هاجروا آل بقار وغالبية جماعتهم آل أسلم وخاصة ال قدير وال جذيل وآل وهب إلى العراق ، خاصة بعد انتشار الدعوة الإصلاحية في نجد وتغير النظام الحاكم من النظام القبلي وما يتبعه من المشيخة القبلية والملكية القبلية إلى النظام الرسمي والسلطة المركزية والملكية العامة للدولة ، حيث ألغيت الملكية الجماعية للقبيلة ؛ وعين الأمراء من الحضر ، وبالتالي فقد ملك الأرض ساكنوها مثلها مثل أغلب مواقع الاستيطان في إقليم نجد عموما في ذلك الوقت ، فمعظم القرى القديمة الواقعة جنوب مدينة حائل والتي تعود لأناس من غير آل أسلم ; جميها كانت بداياتها بهذه الطريقة المعروفة بـالمغارسة.. أي أنها تقوم في ظل ملكية قبيلة معينة وتحت حمايتها ..
ومن شيوخ آل بقار الذين ولدوا وعاشوا وحكموا في قفار إبان القرن السادس عشر الميلادي نجد الشيخ عليان بن بقار وهو الذي أطلقت عليه مقولة ((يا ويل الخال من رمح البناخي)) ولهذه المقولة قصة شهيرة وذلك عندما كان لعليان بناخي من أخته المطلقة وكان صغيراً وقام بتربيته وتدريبه على القتال ومع مرور الزمن كبر الولد وأدرك المسؤولية ونوى الذهاب إلى أهله ومن ثم ذهب أليهم وأستقر عندهم فترة طويلة وأخذته الأطماع وأراد أن يغزوا خاله ويقتله ومن ثم فعل ما أراد وغزا خاله عليان وحصلت بينهم معركة كبيرة وعندما تقابلا كل من الخال والبناخي في ساحة المعركة في قفار تقدم الشاب إلى الشيخ عليان وبيده رمح وقال خذها من بناخيك ولكنه لم يوفق في أصابته ، فرد الشيخ قائلا : خذها من خالك ، فأصابه الرمح وخرج من ظهره وطاح قتيلاً في ساحة المعركة ، ولا يزال هذا المكان معروفا في حائل ويطلق عليه مزرق الرمحين... ،وكذلك الشيخ أرحمة بن عبد الله بن سعد بن عجيان بن بقار وهو من مواليد قفار سنة 1709م ، وحدثت في عهده العديد من المعارك ومن أشهرها مع قبيلة الفضول من بني لام بقيادة أبن عروج وقتل أبن عروج في هذه المعركة على يد الشيخ أرحمة بن بقار وقد أطلق لقب كريم سبلا على هذا الشيخ لكرمه المفرط ، ولكثرة ما ينحره من الإبل تكريما للضيوف ، وقد اغتاله غدرا سنان بن طوالة وهو طاعن بالسن وذلك عام 1789 م ، وحدثت جراء ذلك فتنة آل أسلم المشهورة ، أما آخرهم فكان الشيخ مذخر بن عبار بن بقار فقد ولد في قفار ثم هاجر إلى العراق واستقر هناك ، مع من سبقوه من آل أسلم ، وهو الذي فزع لاحقا من العراق لمناصرة الأمير سعود العبد العزيز الرشيد في معركة الجوف وقد أصيب في هذه المعركة..
من المعالم الأثرية التي تعود إلى عهد آل بقار في منطقة حائل : قلعة فريح بن بقار ، وقلعة رشيد بن بقار ، وقصر العشروات الذي أصبح اليوم بلدة عامرة ، تحت نفس المسمى .. وغيرها
من أهم المصادر
. 1- التغير الاجتماعي في منطقة حائل ، دراسة علمية ، غير منشورة ، للدكتور شائم بن لافي الهمزاني ، 1990م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق