السبت، 5 سبتمبر 2009

منظور الواقع الحاسوبي :إسهام جديد في تطوير النظرية الاجتماعية

منظور الواقع الحاسوبي
إسهام جديد في تطوير النظرية الاجتماعية
***
عندما كنت أقوم بإعداد أطروحتي لمرحلة الماجستير ، بدأت باستخدام الحاسوب ، وكنت المح شيئا من تلك الفلاشات النظرية ، التي تجعلني أتوقف عند شيء يشير إلى وجود بعض التماثل بين آليات الحاسوب وتقنيات ترقيته وتطويره ، وبين آليات الواقع الاجتماعي في عملية التغير الاجتماعي في منطقة حائل ، والذي حدث في مسيرة طويلة ومراحل متعددة وعوامل مختلفة ، ومظاهر متباينة في كل مرحلة من مراحله ، وقد وجدت أن غالبية مثل تلك الإشارات إنما تبرز في بعض صور العلاقة بين الوعي السائد وبين بعض جوانب الواقع المعاش ، وقد تبلورت وتطورت هذه الرؤى لاحقا ، لاسيما وأن أطروحتي للدكتوراه قد ركزت بشكل مباشر في محاولة استيعاب واستيضاح هذه العلاقة بين الواقع الاجتماعي وبين الوعي السائد ، بالتطبيق على الوعي الديني لدى المسلمين في دولة البانيا ، وكانت صورة هذه المماثلة الحاسوبية دائما لا تفارق مخيلتي .
ومن خلال عملي كعضو هيئة تدريس ، وأدائي لبعض المقررات ، لاسيما مقرر التغير الاجتماعي ، ومقرر علم الاجتماع التنظيم ، فقد كان أنموذج المماثلة هذه ، هو المعين بالنسبة لي في شرح وتوضيح ما يصعب فهمه لدى الطلاب ، كمفهوم أو علاقة أو آلية ما ، فوجدت لهذا الأسلوب تقبلا وفهما أوضح وأكثر إقناعا ورسوخا في أذهانهم ، خاصة من كانوا يستخدمون الحاسب .

وعندما شاء قدر الله أن أعتقل وتكف يدي عن العمل ، عام 1425هـ ، بتهمة مناصرة التيار الإصلاحي في السعودية ، حاولت الاستفادة من تجربة السجن لتطوير وبلورة هذا المنظور ، وقد جاء ذلك في المخطوطات التالية:
(1)- إصلاح الواقع الاجتماعي عبارة عن ترقيات في حاسوبية ، مخطوط ، 2006م .
(2)- واقع السجن ، عبارة عن واقع حاسوبي ، تلزم ترقيته وتطويره وتفعيلة ، مخطوط ، 2007م .

وحيث قد أطلق سراحي بعد أكثر من سنتين ، إلا أنه لم يرفع قرار كف يدي عن العمل فقد صرت متفرغا لمواصلة بحوثي حول هذا الجانب وقد انتهيت حتى الآن إلى كتابة عدد من المخطوطات أهمها بهذا الصدد ما يلي:

(1)- مراجعات من منظور الواقع الحاسوبي ، حول تطور النظرية الاجتماعية ، مخطوطة ، 2007م .
(2)- دراسات وبحوث في بلورة منظور الحاسوبية الاجتماعية ، مخطوطة ، 2008م .
(3)- الحاسوبية الاجتماعية أسهام في حل بعض إشكاليات التنظير في علم الاجتماع ، 2008م ، مخطوط.
(4)- الوعي والواقع الاجتماعي في علاقة ديالكتيكية مستمرة ، مخطوطة ، 2008م .
(5)- اقتراح المماثلة الحاسوبية في مقابل المماثلة العضوية في دراسة الواقع الاجتماعي ، 2009م ، مخطوطة .
(6)- مقدمات أساسية حول بلورة منظور الواقع الحاسوبي ، في علم الاجتماع ، مخطوطة ، 2009م .
(9)- طرح أنموذج الحاسوبية الاجتماعية ، كإسهام جديد في دراسات الواقع الاجتماعي ، مخطوط ، 2009م .

وهكذا فإنني أحاول في هذا المقال : أن أوجز رؤيتي لهذه المقاربة ، والتي سبق وأن تناولتها مجزأة في موضوعات متعددة ، وذلك بتلخيص هذه الرؤية في النموذج التالي:

اختصار: لطرح الأنموذج الحاسوبي للواقع الاجتماعي :

لقد جاءت هذه المقاربة في المخطوطة التي تقدمت الإشارة إليها والتي تتلخص وباختصار شديد (نسق الواقع الاجتماعي يماثل نسق الواقع الحاسوبي) أي : أننا نجد أنه للحاسوب بكل مكوناته وآلياته ومستلزمات تشغيله ،، الخ واقعا بنائيا نسقيا ستاتيكيا وديناميكيا تماما كما هو الحال بالنسبة لنسق الواقع الاجتماعي ، ويمكن إيضاح هذا التصور كالآتي :

أولا : في الحالة الاستاتيكية :

(1)- نسق الواقع الحاسوبي : وهو يتكون من نسقين رئيسين هما : النسق البشري : ويتمثل في كل شخص له صلة فاعلة في عالم الحاسوب ابتداء بالتصنيع وانتهاء بالمستفيد النهائي من الناتج وما بينهما من العاملين المساهمين في الحصول على الأداء المطلوب لتحقيق غرض ما من الأغراض ، أما الآخر فهو النسق غير البشري وهذا يتمثل في ثلاثة أنساق رئيسية وهي:
الأول: وهو نسق الأدوات التشغيلية المادية الملموسة والتي يطلق عليها الهارد وير(Hard Weir)
الثاني : وهو نسق البرمجيات التشغيلية الأقل حدة من حيث الصفة المادية الملموسة ، والتي يطلق عليها السوفت وير(Software)

الثالث : وهو النسق الذي تتمثل فيه نواتج تفاعل الأداء التشغيلي فيما بين النسق البشري وكلا من النسقين السابقين وهما : الأدوات والبرمجيات التشغيلية ، والتي يطلق عليها (Interactive performance) .

(2)- نسق الواقع الاجتماعي : وهو يتكون من نسقين رئيسين هما : النسق البشري : ويتمثل في كل شخص له صلة فاعلة في هذا الواقع الحاصل على مستوى معين من المستويات وليكن مثلا إحدى الشركات الانتاجية في مجال ما ، وابتداء من أول شخص ربما فكر في إنشاء هذا المشروع وانتهاء بالمستفيد النهائي من الناتج وما بينهما من العاملين المساهمين في الحصول على الأداء المطلوب لتحقيق غرض ما من الأغراض ، أما الآخر فهو النسق غير البشري وهذا يتمثل في ثلاثة أنساق رئيسية وهي:
الأول: وهو النسق البيئي والحضاري ، ويشتمل المكان وما يحتوي عليه من المنشئات والوسائل أو الأدوات التشغيلية المادية الملموسة ، وهي تتجلى في (الوعي الحضاري) وهذه تقابل تلك التي يطلق عليها الهارد وير(Hard Weir) في النسق الحاسوبي المشار إليه.
الثاني : فهو النسق الثقافي ، ويتجلى في تلك التقنيات والوسائل والمسميات الأقل حدة من حيث الصفة المادية الملموسة مثل المعارف والقواعد أو الأنظمة والرمزيات والقيم والمعاني والخبرات والتدريبات والتقنيات والبرامج اللازمة لتشغيل المشروع بحسب الكفاءة المطلوبة والممكنة ، وتتجلى في جاني الوعي السائد ، وتقابلها تلك التي يطلق عليها السوفت وير(Software) بالنسبة للنسق الحاسوبي المشار إليه.

الثالث : وهو النسق الاجتماعي ، ويتجسد في تلك العلاقات التفاعلية التشغيلية الإنتاجية ، وهي تأتي كحاصل للتفاعل الأدائي الناتج بين النسق البشري وكلا من النسقين السابقين ، وتأتي وهذه في مقابل تلك التي يطلق عليها (Interactive performance) في النسق الحاسوبي .

ثانيا : في الحالة الديناميكية :
وتتمثل هنا في حالات التغيير الذي يمكن أن يطرأ على أي من النسقين الحاسوبي والاجتماعي وذلك في ضوء المنظور التحولي بين ما هو كائن وحاصل نحو ما هو مرغوب وممكن . وأعتقد أن الصورة ربما تبدو واضحة الآن للمقاربة بين النموذجين في حالة التغيير ولكن هذا لا يمنع من إلماحة سريعة على النحو الآتي:


(1)- تغيير نسق الواقع الحاسوبي : مثل الإصلاح أو الترقية والتطوير وهذا يتم من خلال بعض المدخلات اللازمة على واحد أو أكثر من المكونات النسقية الموضحة أعلاه ، وذلك بحسب الإمكانات المتوفرة في ضوء الأداء المتوقع للنسق الحاسوبي الجديد .

(2)- تغيير نسق الواقع الاجتماعي : مثل الإصلاح أو التنمية والتحديث والتطوير ، وهذا أيضا إنما يتم من خلال بعض المدخلات اللازمة على واحد أو أكثر من المكونات النسقية الموضحة ، وذلك بحسب الإمكانات المتوفرة في ضوء الأداء المتوقع بالنسبة لنسق الواقع الاجتماعي الممكن (المتغير) بالنسبة لمثالنا السابق .

وأشير هنا إلى أنه يمكن تطبيق نفس المنظور في الدراسات المتعلقة بالشخصية والذات الاجتماعية ، وإلى أن للواقع الاجتماعي مستويات متعددة ومتداخلة ، كما ان هنالك بعض الاستقراءات والاعتبارات التي تجدر الإشارة إليها والتي وردت ضمن المخطوطة المتعلقة بهذا الخصوص وأنه يمكن تلخيصا لنشرها لاحقا هنا ، وذلك لتعميم الفائدة.

وفي الختام فإني ، أكون شاكرا جدا لكل من يساهم بنقل هذه المشاركة إلى مواقع أخرى ، أو إرساله من خلال مجموعات القوائم البريدية المناسبة .

ملحوظة: أتمنى لو أجد هيئة أو شخصية مهتمة لكي تتبنى طباعة ونشر كل أو بعض المخطوطات المشار إليها ، تعميما للفائدة ، ولا أهمتم بالمصلحة المادية .

كاتبه / د.شائم الهمزاني
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الرياض ـ 10/9/1430هـ

إيميل (
shaham4@gmail.com)
جوال (0501814486)



ليست هناك تعليقات:

بيع شتل أثل بلدي

يوجد لدينا في حائل شتل أثل بلدي بأسعار مناسبة ومقاسات من 2 وحتى 6 متر واتساب 0564025364