(رسالة إلى الفضائيات العربية )
في مواكبة الراديكالية الأوبامية :
وحتى لا يجرفنا تيار التغيير ؛ نقول : نعم لمواكبته والإسهام فيه
باهل الكفاءة لا بأهل الثقة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما بعد :
عندما جاء هذا الرئيس الأسود (أوباما) وهو يلوح بشعاراته الإصلاحية ، ربما كنوع من (البروسترويكا الامبريالية) عند تطبيق نظرية التغيير الأوبامي ، حول نقل هذا العالم من الحال التي يبدو عليها في محطته الراهنة التي نكاد نجمع على فسادها مع فقدها مبررات بقائها فضلا عن استمرارها المستحيل ؛ كونها مريضة بما يكتنفها من مشكلات متعددة ومتداخلة بحيث يجب مواجهتها من خلال طرح أنموذج جديد وفق (العولمة الأوبامية) . وهكذا ، وبصرف النظر عن إمكانية نجاح هذا الطرح (الأوبامي) في مقابل بعض المعوقات المحتملة ؛ فإن هذا العالم الراهن وبكل كياناته مقبل قطعا ولا محالة على مرحلة تغيير إصلاحي على كافة المستويات وفي كل المجالات ، لاسيما ؛ وأن حركة التغيير الاجتماعي هي الديدن الدائم والأصيل في الواقع الاجتماعي ، بينما الثبات هو الثانوي أو الطارئ ؛ لذا نجد أن إفلاس مواجهات دعوات التغيير هو الحقيقة التاريخية ؛ إذا لابد لنا من مواكبتها وإلا فإن نصيبنا هو السحل على أوحال الماضي ضمن الواقع الإصلاحي الجديد والمأمول .
وحيث أن شعار الإصلاح هو عنوان هذه المرحلة التحولية مما يعني ضرورة البحث في قضية تغيير الوعي السائد في الواقع من خلال بلورة وعي إصلاحي جديد .
و اهتداء وتيمنا بتوجيه رسولنا محمد (ص) حول مسئولية الكل منا تجاه أنفسنا (النحن) وذلك في حديثه عن مسئولية كل شخص من أصحاب المركب البحري( المخروق) والمهدد بالغرق..وتأسيسا من ناحية ثانية على ما تقدم نجد أنه علينا الاستعداد لضرورة مواكبة التغيير القادم بصورته التي أراها ستأتي شاملة وجذرية ، ولا أقول أنها المثالية، وإنما المسألة تعتمد هنا على مدى فعالية إسهامنا في توجيه المركب نحو بر الأمان كما نرغب .
ومع الإيمان بأهمية وأولوية العمل على بلورة وعي اجتماعي ناضج وفعال وذلك كأولوية محورية في نقل الواقع الاجتماعي الراهن ( السلبي ) نحو واقع مستقبلي ممكن ومرغوب بإصلاحاته الإيجابية المأمولة ؛ فإن المسئولية تأتي هنا على من يمتلك وسائل مخاطبة هذا الوعي ، وبالتالي يمكنه التحكم في تشكيله وتوجيهه ، وهكذا فهو يرشح الدور الذي يجب أن تضطلع به كل وسائل الإعلام ، وفي مقدمتها من حيث الأهمية والفعالية نجد العديد من الفضائيات العربية ؛ لاسيما تلك الفضائيات الهادفة والمحترمة بما تتمتع به من جدية وموضوعية ومصداقية واستقلال وثقة جماهيرية ...، مثل : الحوار والجزيرة والمستقلة .. وكذلك قناة العالم ، وغيرها .. وما سيأتي مستقبلا .
واقترح : أن تطرح إحداهن(الفضائيات) برنامجا حواريا إصلاحيا يناقش على الهواء مشكلات واقعنا الراهن ويقترح بعض الحلول المناسبة لها ، وذلك من خلال الجمهور العربي ، كأن يساهم الشخص سواء بواسطة الاتصال المباشر أو المراسلة ، وذلك في عرض مشكلة ما (وضع فاسد) ، أو يقترح حلا يراه مناسبا لمشكلة ما ، أو كليهما معا ، أو مناقشة مشكلة سابقة أو عرضا لرؤية مستقبلية حول قضية معينة .. الخ .
وأرى أنه من الأفضل وجود ضيف أو أكثر في الأستوديو ، وأن أمكن يصاحب البرنامج استطلاع جماهيري حول مشكلة أو حلول مطروحة لمشكلة ما . وللقناة اختيار الأسلوب الأمثل لتحيق الغرض ، في ضوء الإمكانات المتوفرة لديها .
وأنوه إلى ضرورة أن يكون اسم البرنامج محفزا للمساهمة الإيجابية في تحقيق الغرض المنشود مثل (كلنا مسئول ، أنت المسئول ، مشكلات وحلول ، معا نحو الإصلاح ، إلى بر الأمان ، معا للوصول بسلام ، نعم للتغيير السلمي ، حتى لا يجرفنا الطوفان ، معا نصنع مستقبلنا ، شارك ونحن نبارك ، وما أريد غير الإصلاح ، في مواكبة التغيير ، حوارات بين الكائن والممكن ، الإصلاح ضد الإفساد ، كن إصلاحيا ، وتعيها أذن واعية ، حيَّا على الحوار ، وعينا الجديد ، .. الخ ) ولعله من الأفضل توجيه وضبط أو تقنين المشاركات بما يخدم الغرض دون إخلال ، ولتحقيق ذلك أرى توفير ثلاث استمارات على النت واحدة تصمم لعرض المشكلة والأخرى لاقتراح مواجهة المشكلة واقتراح حلا لها أما الثالثة فتختص بمناقشتها ؛ بحيث يستخدمها المشارك لطرح مشاركته بأسلوب موضوعي دقيق ومختصر ، والأفضل أن تأتي غالبية الأسئلة البحثية التي تطرحها باعتماد أسلوب الاختيار من إجابات متعددة (مغلقة) . وسواء تمت المشاركة هاتفيا أو بالمراسلة .وفي الختام فإنني أقدم جزيل شكري وامتناني لكل من تجد مثل هذه المساهمات المتواضعة تقديرا وجدية لديهم ، علما بأنه لدي الاستعداد لمناقشة ما يتعلق بهذا الاقتراح ، كما تشرفني المساهمة الممكنة فيما يخدم إتمامه ، مثلا الاستفادة من رؤيتي في تصنيف المشكلات أو في تصميم الاستمارات المقترحة.
والله من وراء القصد وهو الهادي
أخوكم : د.شائم الهمزاني
دكتوراه في العلاقة بين الوعي (الديني) والواقع الاجتماعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق